مقابلة الدكتور عارف علي النايض مع محطة سي إن إن العالمية

26/02/2015

يرجع السبب في عدم طلب التدخل الدولي في أننا شعب لا يستجدي أحداً للدفاع عنه. نحن شعب حر ومستقل؛ نؤمن ايماناً راسخاً باستقلال ليبيا. الشعب الليبي؛ برجاله ونسائه؛ بشبابه وكهوله، شعب يتحلى بالشجاعة والبسالة؛ شعب لا يتوانى لحظةً واحدة في الدفاع عن بلادهِ بكل مايملك. لهذا السبب، نحن لا نطلب قوات عسكرية على الأرض، ولا نسمح ولن نسمح أبداً لأي جيش بأن يأتي لغزو بلادنا. ليس هذا ما نطلبه؛ ما نطلبه هو التعاون الدولي؛ ما نطلبه هو أن نكون جزءًا من تجمع أو تحالف دولي ضد تنظيم داعش؛ ما نطلبه هو المساعدة التقنية، والمساعدة الاستخباراتية، ومساعدتنا بصور الأقمار الصناعية، وتوفير الجهد التنسيقي لجيشنا الوطني.

عارف النايض

حسناً، يمكن تشبيه الوضع في ليبيا بحطام طائرة كانت قد تعرضت لعاصفة هوجاء خلال محاولتها الصعود أو الإقلاع؛ لقد هبت على بلادنا رياح عاتية، من التطرف والأيديولوجيات الإسلاموية، لتأكل الأخضر واليابس. وبدلاً من أن تبني نفسها، تحولت ليبيا إلى صرافٍ آلي لتوفير التمويل، ومحطة للتزود بالوقود، ومنبر لتنظيم “الدولة الإسلامية” المزعومة؛ هذا التنظيم الذي يُشَكّل تهديداً متزايداً ليس لليبيا وجيرانها فحسب، وانما أيضاً لجيراننا الأوروبيين على الشاطيء الشمالي للبحر الأبيض المتوسط.

بيكي أندرسون

أقتبسُ من مقالة نُشِرَت لك هذا الأسبوع:  لقد فشلت الدولة الليبية أن تنهض من رماد صراع 2011، وذلك ببساطة لأن “الدولة الإسلامية” المزعومة وليست الدولة الليبية هي غاية “الإسلاميين” وطموحهم الحقيقي. انك تضع “الدولة الإسلامية” بين مزدوجين ثم تشير إليها كداعش. قد تُتَهم بوضع جميع الإسلامين المعارضين لحكومتك تحت تصنيف واحد.

عارف النايض

عليكي بدراسة أحدث أشرطة الفيديو الصادرة عن تنظيم داعش في طرابلس، والذي تم تداوله [عبر مواقع الإعلام الإجتماعي] أمس. طريقة الخطاب واسلوب السرد تذكرنا بكتاب (معالم الطريق) لسيد قطب، وهو المرجع الرئيسي لأيديولوجية جماعة (الإخوان المسلمين)؛ وهو ينبع بشكلٍ مباشر من فكرهم؛ فداعش تستخدم نفس مفرداتهم لإتهام الآخرين بالكفر ومن ثم تعريضهم لعمليات القتل والخطف. وحتى أسامة بن لادن نفسه كان عضواً في جماعة (الإخوان المسلمين) في فترة من الفترات، ونفس الشيء ينطبق على الظواهري الذي كان أيضاً عضواً في الجماعة، وفي اعتقادي أن كلاً من مؤسسي تنظيم “الدولة الإسلامية” المزعومة والفكر الذي انتهجه هذا التنظيم الإرهابي يستندان بالكامل إلى فكر جماعة (الإخوان المسلمين).                                               

بيكي أندرسون

لقد وضعتَ الخطوط العريضة لخطة التعافي من الكارثة التي ألمت ببلادكم، وقد قرأتها بتمعنٍ شديد. ولاحظت أن خطة التعافي التي وضعتموها لا تتضمن تدخلاً دولياً في ليبيا. لماذا؟

عارف النايض

يرجع السبب في عدم طلب التدخل الدولي في أننا شعب لا يستجدي أحداً للدفاع عنه. نحن شعب حر ومستقل؛ نؤمن ايماناً راسخاً باستقلال ليبيا. الشعب الليبي؛ برجاله ونسائه؛ بشبابه وكهوله، شعب يتحلى بالشجاعة والبسالة؛ شعب لا يتوانى لحظةً واحدة في الدفاع عن بلادهِ بكل مايملك. لهذا السبب، نحن لا نطلب قوات عسكرية على الأرض، ولا نسمح ولن نسمح أبداً لأي جيش بأن يأتي لغزو بلادنا. ليس هذا ما نطلبه؛ ما نطلبه هو التعاون الدولي؛ ما نطلبه هو أن نكون جزءًا من تجمع أو تحالف دولي ضد تنظيم داعش؛ ما نطلبه هو المساعدة التقنية، والمساعدة الاستخباراتية، ومساعدتنا بصور الأقمار الصناعية، وتوفير الجهد التنسيقي لجيشنا الوطني.

بيكي أندرسون

هذا الاسبوع، طالبت مصر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بانتداب ائتلاف دولي للتدخل في ليبيا وفرض حصار بحري عليها. هل أنتم مقتنعون بذلك؟

عارف النايض

تعرفين أنه حينما تطلقين توصيف (الحصار البحري) فإن الأمر يبدو غريباً وفيه نوع من التضخيم والتهويل أيضاً. ما نطلبه هو وقف تدفق الأسلحة إلى الميليشيات الاسلامية، فالأسلحة تتدفق عليهم بشكلٍ متواصل عن طريق البحر وعن طريق الجو كذلك لأن هذه المليشيات تتحكم في عدة مطارات.

بيكي أندرسون

إلى أي مدى؟

عارف النايض

على نطاقٍ واسع، وبشكلٍ يومي. لديهم أيضاً رحلات جوية يومية لجلب المقاتلين الأجانب إلى ليبيا. وقد قامت حكومتهم غير الشرعية للتو برفع قيود التأشيرة عن مواطني الجزائر والمغرب، كما لو أن ليبيا ينقصها المزيد من المقاتلين الأجانب. انهم يستقدمون المقاتلين الأجانب ويُدخلون الأسلحة إلى البلاد من جميع أنحاء العالم؛ وفي المقابل، نحن الحكومة الشرعية لا يُسْمَح لنا باستيراد الأسلحة والذخائر لمجابهة تنظيم داعش وأنصاره بسبب الحظر المفروض على ليبيا من قِبَل الأمم المتحدة. وفي الوقت الذي يتم فيه رفض طلبيات استيراد الأسلحة التي تقدمنا بها بشكلٍ رسمي، يقوم هؤلاء الناس بإدخال الأسلحة واستقدام المقاتلين الأجانب إلى ليبيا.

بيكي أندرسون

كيف ترون الأوضاع في ليبيا على المدى القريب والمتوسط والبعيد؟

عارف النايض

أعتقد أنه إذا كان المجتمع الدولي بصدد الوفاء بالتزاماته المترتبة على اعترافه المُستَحَق بمجلس النواب الليبي الذي انتخبه الشعب الليبي، والحكومة التي اختارها البرلمان، فإن من المنطقي أن يقوم بدعم الجيش الليبي الشرعي. فإذا فعل المجتمع الدولي ذلك وقدم لنا الدعم في حربنا ضد الإرهاب ، ومرة أخرى أشدد على أن هذا الدعم ليس من خلال ارسال قوة غازية أو قوات على الأرض، ولكن ببساطة من خلال دعم جهودنا، والسماح للجيش بالتزود بالمعدات التي يحتاجها للقيام بعملياته العسكرية، مع تقديم بعض المعلومات الاستخبارية والتنسيق الفني، وأعتقد أننا سوف ننتصر في هذه المعركة، وسيتم اجراء انتخابات، ووضع دستور للبلاد عاجلا وليس آجلا. وإذا استمر المجتمع الدولي في لعبة المداراة ومهادنة جماعة (الإخوان المسلمين) وصنائعها بما في ذلك الجماعات المتطرفة، وتنظيم داعش، ومن والاهم وناصرهم، سنجد أنفسنا في ورطة كبيرة لأن ليبيا ستكون تحت سيطرتهم الكاملة، وبالتالي ستتحول البلاد إلى منصة رئيسية لشن هجمات ارهابية على أوروبا.