أرى بلادي الجميلة تحتفي بمدنها وقراها؛ بساحلها وصحرائها؛ بسهولها وجبالها، وبجميع مكوناتها الاجتماعية والثقافية والعرقية؛ تُعيد إحياء هويتنا الوطنية التي ترتكز على قيمنا الإسلامية الأصيلة، وتُكَرِّم إنجازات الماضي، وتستوعب الفرص التي يتيحها المستقبل. ولذا، يجب أن نعمل على تطوير وتمكين مواطنينا من بناء دولةٍ موحدة، لا تُقصي أحداً؛ يتقاسم مواطنوها هوية وطنية جامعة، ومصيراً واحداً مشتركاً. ويترتب على هذا التوجه، الابتعاد عن كل ما يثير الانقسام في المجتمع بما في ذلك التأطير العقائدي الخاطئ للتحديات التي تعترض مسيرة بلادنا، وعوضاً عن ذلك، يجب أن نُرَكِّز على غرس القيم الإيجابية في نفوس شبابنا لتشكيل الأساس لقيام مجتمع سلمي متكامل، وإعلاء قيم الولاء للوطن والتفاني في خدمته من أجل الوصول إلى المستقبل المشرق.

أتطلع إلى ليبيا المنفتحة على العالم وهي تُعيد بناء علاقات تقوم على التعاون المثمر والاحترام المتبادل مع المجتمع الدولي؛ ليبيا صاحبة التاريخ العريق المتميزة دوماً بتقاليدها الراسخة في المشاركة مع دول العالم والتلاقح الثقافي والحضاري معها. ولذا يتعين علينا إقامة الشراكات لتطوير الفرص الاقتصادية التي تتجاوز الحدود، والانخراط في الحوار العالمي بين الثقافات والحضارات المختلفة بما يُخْرِج بلادنا من العزلة، ويحمي شبابنا من الوقوع في فخ التطرف. ويجب أن نعمل سويًّا مع المنظمات الدولية للمساهمة الإيجابية في التنمية الاقتصادية، والسلام والأمن الدوليين. وكعضوٍ فاعلٍ في المجتمع الدولي، يجب أن تسعى ليبيا جاهدةً في اتجاه المساهمة في التنمية الاقتصادية الدولية، والسلام والأمن، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، ومعالجة التغيرات البيئية العالمية. كما يجب علينا إشراك الليبيين الذين يعيشون في الخارج للإسهام بمهاراتهم وخبراتهم في جهود إعادة إعمار البلاد والمساعدة في إعادة بناء الهوية الوطنية لليبيا.