عارف النايض يساهم بمقال في سلسلة (المسائل الفلسفية الكبرى)

02/02/2015

«لا يحتاج الجيران إلى المنطق من أجل الترحيب بحفاوة بالغرباء في حيهم؛ كما لا يحتاج البشر إلى المنطق من أجل مساعدة المحتاجين من البشر والمخلوقات الأخرى. ما نحتاجه حقاً من أجل رفعة الأخلاق هي الرحمة. الرحمة هي الشرط الضروري والاساسي الذي تعتمد عليه الأفعال الأخلاقية». – عارف النايض

د. عارف النايض، المدير العام لمؤسسة كلام للبحوث والإعلام، يساهم بمقال في العدد الجديد من سلسلة (المسائل الفلسفية الكبرى) الصادرة عن مؤسسة تمبلتون. الموضوع الرئيسي للعدد الجديد هو ”هل العمل الأخلاقي يعتمد على المنطق؟”.

ويحتوي الإصدار الجديد أيضاً على مقالات لكوكبة من كبار العلماء والباحثين والمفكرين من أمثال مايكل غازانيجا، ريبيكا نيوبرجر غولدشتاين، الفريد ميل، ستانلي فيش، كريستين كورسجارد، جوشوا غرين، جوناثان ساكس، جون اف كيهلستروم، يونا ليهرر، جين بيثك إليشتاين، أنتونيو داماسيو، و روبرت جورج.

سلسلة (المسائل الفلسفية الكبرى) هي في صميم عمل مؤسسة تمبلتون؛ حيث توفر النقاشات التفاعلية والتحليلات المعمقة لمجموعة متكاملة من المجالات البحثية التي تُعنَى بها المؤسسة العريقة، ويتم فيها ارتياد الجوانب العلمية والدينية والأخلاقية، بالإضافة إلى تَدَارُس طائفة متنوعة من وجهات النظر بما يثري ويعمق المحتوى والمضمون. وتجمع سلسلة المقالات المنشورة في الوقت الحاضر بين كبار العلماء والباحتين والشخصيات العامة لتقديم وجهات نظرهم المختلفة فيما يخص المسائل الفلسفية الكبرى مثل مغزى الحياة البشرية والحقيقة المطلقة.

ركز العدد السادس من «الأسئلة الكبرى» على السؤال «هل العمل الأخلاقي يعتمد على المنطق؟». يعتبر المنطق – في معظم التقاليد الدينية والفلسفية في العالم – عنصرأً أساسياً في مساعدة البشر على تمييز ما هو مناسب وصحيح من الناحية الأخلاقية، وبالتالي في توجيه سلوكنا الأخلاقي. وبالرغم من ذلك، ففي السنوات الأخيرة، قام عدد من الباحثين في علم النفس وعلم الأعصاب والفلسفة بوضع نظريتهم الخاصة التي تفترض بأن المنطق لا يعمل بنفس الطريقة التي من المفترض أن تعمل بها هذه التقاليد. فيما يرى البعض، على سبيل المثال، أن البديهيات والأفكار الأخلاقية لدينا لا تعتمد على المنطق وغير عقلانية، بينما يرى الآخرون أن إتخاذ القرارات الأخلاقية يكون في الأساس كمحصلة لسياقات بيئية أو اجتماعية بعينها؛ في حين ما زال البعض يرى أن المعتقدات و التصرفات الأخلاقية تنبع من نزعات عاطفية ونفسية عميقة لا يمكننا الشعور بها أو يكون إدراكنا بها محدوداً. وحتى من قِبَل العديد من وجهات النظر الدينية التقليدية، فإن دور المنطق من الممكن أن يسبب إشكالية، حيث أنه يوحي بأن لدينا القدرة على معرفة الحقائق الأخلاقية وعيش حياة أخلاقية بدون الحاجة إلى توجيه.

أين وكيف هي الخطوط الحاسمة التي يمكن إستخلاصها من هذا النقاش؟ إلى أي مدى يستطيع الناس بكامل إدراكهم السيطرة على سلوكهم الأخلاقي؟ هل قدرتنا على إتخاذ القرارات الاخلاقية المنطقية حقيقة أم وهم؟ هل نحن أحرار كما نحب أن نعتقد؟

وأملاً في التوصل لحل لهذا الموضوع، قامت مؤسسة تمبلتون بالطلب من عدد من العلماء البارزين بالمساهمة بمقالات قصيرة للإجابة على هذا السؤال. هذا وتقوم الدوريات والمجلات والصحف المرموقة مثل (أتلانتك) و(دورية التعليم العالي) و(الإيكونومست) ونسخة الأحد من (نيويورك تايمز) و (نيويورك ريفيو لإستعراض اصدارات الكتب) بالإضافة إلى عدة مواقع مختلفة على شبكة الإنترنت بالمشاركة في هذا الحراك الثقافي.