المجمع يشارك في حلقة عمل عن دور الشخصيات المجتمعية والقيادات القبلية وعلماء الدين في إنهاء الصراعات

09/07/2015

شاركَ الدكتور عارف النايض رئيس مَجْمَع ليبيا للدراسات المتقدمة وكبير مستشاري برنامج الحوار بين الأديان بجامعة كامبردج البريطانية، مع 15 شخصية عالمية من ستة بلدان في حلقة عمل مكثفة لتدارس سبل مشاركة الشخصيات المجتمعية والقيادات القبلية وعلماء الدين في جهود إنهاء الصراعات.

وقد انطلقت فعاليات حلقة العمل المُشَار إليها في مدينة برلين الألمانية بتاريخ 17 يونيو2015 وأشرَفَت على تنظيمها شبكة صانعي السلام التقليديين تحت رعاية كل من مؤسسة (بيرغهوف) الألمانية للأبحاث والمؤسسة الخيرية الفنلندية. وهذه الحلقة هي الثانية في سلسلة من الفعاليات المشتركة التي تجسد التعاون البنّاء بين مَجْمَع ليبيا للدراسات المتقدمة والشبكة، حيث سَبَق وأن عُقِدَت ورشة عمل مشابهة في شهر أبريل الماضي بالعاصمة الأردنية عمّان جمعت بين صناع السلام من الشخصيات المجتمعية والقيادات القبلية وعلماء الدين في كل من ليبيا والصومال.

وقد أدلى الدكتورعارف النايض بتصريحٍ صحفي قال فيه: “إننا نمر بمرحلة خطيرة نحتاج فيها لإيجاد حلول لمشاكلنا المستفحلة. لقد أضحت الصراعات المحلية مشكلة العالم لأنها تدمر الدول في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية. بيد أن إنهاء هذه النزاعات يتطلب تضافر جهود مكونات الطيف الاجتماعي لمعالجتها من الداخل، وذلك من خلال إشراك الهياكل الاجتماعية الدائمة والمؤثرة على الصعيد المحلي في جهود حل النزاعات.” واستطرد قائلاً: “في الشرق الأوسط، وفي بلادي ليبيا، يؤدي الصراع الذي طال أمده إلى تدمير حياة شعبنا، وتدمير اقتصادنا. وأنا لا أستطيع التفكير في شيءٍ أكثر أهمية الآن من حشد جهودنا مع خبراء إحلال السلام للبحث في سبل حل تلك النزاعات.”

وتناولت ورشة العمل التي تم تكثيف فعالياتها في يومٍ واحد دور الدين والإيمان والأعراف والتقاليد في دفع جهود الوساطة وفض المنازعات، إضافة إلى سبل دعم جهود وسطاء السلام من الشخصيات المجتمعية والقبلية والدينية. وفي الكلمة التي ألقاها السيد (أوين فريزر) عضو فريق دعم جهود الوساطة التي تضطلع بها المكونات الثقافية والاجتماعية والدينية بهدف تحقيق المصالحة وإحلال السلام، أشارَ إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الدين في تعزيز السلام وإنهاء الصراعات؛ ويتبع هذا الفريق مركز الأبحاث السويسري للدراسات الأمنية ومقره مدينة زيوريخ. هذا وقد أكد جميع المشاركين على أهمية وضع إطار تعريفي لتوضيح المفاهيم المتعلقة بسبل إشراك علماء الدين في جهود إحلال السلام.

وقدمت مؤسسة (بيرغهوف) للأبحاث مجموعة من الدراسات التي رصدت الدروس المستفادة من تجارب بلدان ومناطق مختلفة من العالم مثل ميانمار (بورما)، ومنطقة جنوب تايلاند، ولبنان، وكينيا، ومالي، وكولومبيا. ولاشك أن حلقة العمل هذه وغيرها من جلسات العمل الأخرى قد زوّدت المشاركين برؤى وتصوراتٍ جديدة بخصوص وسطاء السلام من الشخصيات المجتمعية والقبلية والدينية، والتعرف على دورهم المميز في حل النزاعات. كما خَلَصَ المنظمون إلى جملةٍ من المقترحات فيما يتعلق بمشاريعٍ تجريبية وغيرها من التدخلات لتعزيز عمليات بناء السلام على مستوى القواعد الاجتماعية.

وقد حضرت الفعالية شخصيات من عدة بلدان، من بينها السيد إبراهيم شمس الدين رئيس الجمعية الخيرية الثقافية في بيروت، ومؤسس ملتقى الإمام شمس الدين للحوار في لبنان، والمطران (كورنيليوس كبينغينو آراب كورير) ممثل الأبرشية الكاثوليكية بمدينة الدوريت غربي  جمهورية كينيا، وغيرهم من الشخصيات المرموقة.