تصريحات صحفيه

الدكتور عارف النايض: الحكومة الجديدة خيبت آمال الليبيين

23/06/2021

قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل، يبدأ الدبلوماسي الليبي عارف علي النايض حملته الانتخابية.

أَطلَقَ الدكتور عارف علي النايض، وهو أحد المقربين من المشير خليفة حفتر، حملته الانتخابية كمرشح لمنصب رئاسة الدولة في ليبيا. وقد سبق ترشيح النايض، الذي يترأس تكتل إحياء ليبيا، لمنصب الرئاسة في البلاد عام 2017، قبل أن يؤكد النايض استعداده للترشح لمنصب رئيس الدولة الليبية في أعقاب مؤتمر باريس في عام 2018. وعلى ضوء جهود توحيد المؤسسات في البلاد يرى تكتل احياء ليبيا بان السبيل الأمثل لذلك يمر عبر عقد الانتخابات المباشرة الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021.

بيد أن عقد الإستحقاق الإنتخابي في موعدهِ المحدد في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل قد يبدو غير مؤكد في ظل وجود توجه داخل حكومة عبد الحميد الدبيبة يرى أن الإطار الزمني لإجراء الانتخابات وجيزاً للغاية، فيما يؤكد رئيس مجلس النواب استعداد البرلمان بقاعدتهِ الدستورية لعقد الانتخابات. وبدورهِ، يشدد عارف النايض على أهمية ضمان إجرائها في موعدها بدون مماطلة أو تأجيل.

في سياقٍ آخر، لم يتوانى النايض عن انتقاد رئيس الحكومة الذي اتهمه بـ تعيين أصدقاء مقربين له كوكلاء وزارات.

سيتمكن عارف النايض من الإستفادةِ من شبكة علاقاتهِ القوية والمؤثرة في مواجهة منافسيِه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد

وفي مواجهة منافسيه في الانتخابات المقبلة ، سيتمكن عارف النايض من استخدام شبكة اتصالاته القوية الدبلوماسية والأكاديمية والمجتمعية، اضافة إلى كونهِ خبيرًا دوليًا في العلاقات بين الأديان ، حيث يمكنه أيضا الإعتماد على مراكز أبحاثه مثل مَجمَع ليبيا للدراسات المتقدمة، ومؤسسة كلام للبحوث والإعلام ، ومقراتها الممتدة من طرابلس إلى عواصم عربية وعالمية.  كما أن لديه علاقات وطيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة بحكم عمله سفيراً لدولة ليبيا في الإمارات من عام 2011 إلى عام 2016، والتي ساندت المشير حفتر أيضاً. وعلى المستوى المحلي، لديه ميزة الاعتماد على قاعدتهِ الشعبية في  مسقط رأسهِ في شرق البلاد، وكذلك انتمائه إلى غرب البلاد حيث ينتمي النايض إلى اثنتين من أكبر قبائل ليبيا على الإطلاق،  فوالده كان أحد شيوخ قبائل ورفلة، بينما تنتمي السيدة والدته إلى قبيلة ترهونة في غرب البلاد أيضاً.

وقبيل إنطلاق أعمال مؤتمر برلين الثاني في الثالث والعشرين من يونيو في العاصمة الألمانية برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم  في ليبيا، تحدث الدكتور عارف النايض لمجلة (جين أفريك) عن توقعاتهِ ورؤيتهِ لخطة الخروج من الأزمة في البلاد.

ما هي توقعاتكم من مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا الذي ينظم في الثالث والعشرين من يونيو برعاية الأمم المتحدة؟

نحن في تكتل إحياء ليبيا نتوقع ونأمل أن مؤتمر برلين الثاني سيعيد التأكيد على مخرجات مؤتمر برلين الأول. إنها فرصة مهمة للتحقق من التقدم الحقيقي الذي تم احرازه على مختلف المسارات التي حددتها نتائج مؤتمر برلين الأول . كما نتوقع أيضا من مؤتمر برلين الثاني إعادة التأكيد على القرارات والبيانات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي مؤخراً بخصوص ليبيا.

ما رأيكم في الاقتراح الفرنسي بشأن انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا؟ لم تُشرهذه الخطة إلى القوات السورية التي شاركت في القتال إلى جانب خليفة حفتر. في ظل هذه الظروف، هل قبول وقف إطلاق النار بين المعسكرين المتنافسين يبدو متسقاً؟

الاقتراح الفرنسي موضع تقدير كبير. إنه مقترح احترافي وعادل لجميع القوات الموجودة على الأرض، سواء كانت قوات أجنبية نظامية أو مرتزقة. كما أن هذا المقترح ينظم بذكاء وجدولة التسلسل المتوازن لعملية إخراج القوات االأجنبية النظامية والمرتزقة من جميع الأراضي الليبية.

ما هي النتائج التي يمكن استخلاصها بخصوص الأشهر الأربعة لحكومة الوحدة الوطنية؟

 رغم الاتهامات بالفساد التي شابت تأسيسها ، أبدى الكثير من الليبيين تفاؤلًا بشأن الحكومة والتي اعتُبرت بمثابة آلية توحيد وطنية مؤقتة للتحضير الدؤوب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في شهر ديسمبر المقبل. ولسوء الحظ ، خيبت الحكومة الجديدة الكثير من التوقعات الإيجابية لعدة أسباب؛ أولاً: التصرف خارج نطاق صلاحياتها من خلال إعادة تأكيد المعاهدات والاتفاقيات مع الدول الأجنبية والتوقيع عليها . ثانياً: إبداء ملاحظات غير مقبولة إطلاقا تخص مدينة بنغازي. ثالثاً: ضعضعة عدد من الوزارات من خلال تنصيب أصدقاء مقربين منهم كوكلاء للوزراء ومنسقين إعلاميين لاحتواء هؤلاء الوزراء. رابعاً: تفكيك كافة القدرات الإعلامية العامة ووضعها تحت السيطرة الحصرية لشخصية داعمة للإرهاب. خامساُ: تنظيم عروضاً عسكرية بمشاركة إرهابيين معروفين. سادساً: عدم تحرك الحكومة لوقف الهجمات الإرهابية لميليشيات الزاوية، بل ذهبت إلى حد تكريم قادة تلك المليشيات.

مثل هذه الانتهاكات الخطيرة مخيبة بشدة لآمال العديد من الليبيين، وتجعل مطالب الالتزام بتاريخ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المباشرة أكثر إلحاحًا. يجب ألا يُسمَح لهذه الحكومة بالمماطلة يوماً واحداً بعد انتهاء شرعيتها في 24 ديسمبر 2021.

هناك ركود في عملية إعادة توحيد المؤسسات. ما هي برأيك أسباب هذا الجمود؟ وما هي الحلول التي سيتم اقتراحها من أجل التمكن من تنفيذها؟

من الواضح جدًا أن غالبية الطبقة السياسية الحاكمة تتمتع بالثروة الضخمة والقوة الهائلة التي راكموها خلال العقد الماضي. وعلى الرغم من كل الانقسامات ، هناك وحدة تجمع بين الفاسدين في جميع أنحاء البلاد.

لذا، لا يمكن تصحيح هذا الوضع غير المقبول إلا إذا تم احترام إرادة الشعب الليبي في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المباشرة. وعندها سيتمكن الرئيس والبرلمان المنتخبان من الشعب من الاضطلاع،  بشكلٍ مباشر ومؤثر، بمهمة التوحيد الفعلي والنظيف لجميع المؤسسات الليبية. وبالتالي، لا ينبغي أن تكون هذه النقطة شرطا مسبقا لعقد الانتخابات لأنها في الواقع ستكون نتيجة للانتخابات وليست شرطاً مسبقاً.

هل تعتقد أن الانتخابات يمكن إجراؤها في شهر ديسمبر المقبل؟

نعم ، بل ويجب أن تنعقد، لأنه، وبعد عشر سنوات من الإقصاء والتهميش، يتعين على الغالبية العظمى من الليبيين اختيار قيادتهم وممثليهم. يجب أن ينتهي ”استبداد الأقلية“ الذي جعل ليبيا دولةً فاشلة وصرافاً آلياً للجماعات المتطرفة في جميع أنحاء المنطقة. لقد شجعنا الإجماع الدولي، الذي نشهده لأول مرة، على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في موعد استحقاقها.  كما يشجعنا القراران الأخيران لمجلس الأمن (اللذان يجعلان إجراء الانتخابات ملزماً بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة).

هل تؤيدون عقد انتخابات مباشرة أو غير مباشرة؟

نحن في تكتل إحياء ليبيا نؤيد إجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة من خلال الإقتراع الشعبي المباشر، مدعومين في هذا المطلب من قبل عشرات الحركات والتكتلات السياسية الأخرى في ليبيا، والتي تمثل آراء الغالبية العظمى من الشعب الليبي. سنلتقي غدا في مدينة بنغازي لإيصال هذا المطلب الوطني الداعي لعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية مباشرة، بوضوحٍ وجلاء، وبصوتٍ واحد ومسموع.

لقد تم الإعلان عن ترشحكم لخوض الانتخابات الرئاسية. ما هي طموحاتكم للوطن؟

لقد أَعلنتُ ترشيحي للانتخابات الرئاسية عندما تم الإعلان عنها للمرة الأولى في عام 2017 ، وأعدت التأكيد على ذلك بعد إبرام اتفاقيات باريس في عام 2018. والآن بعد أن أصبح هناك إجماع محلي ودولي على إجراء الانتخابات الرئاسية في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، أكدتُ مرةً أخرى على عزمي الترشح للرئاسة. طموحاتي لليبيا هي تجسيد لطموحات الشعب الليبي من خلال رؤية شاملة وتحولية صاغها فريق ضم سبعين شخصية من صفوة الخبراء وأهل العلم والاختصاص، من الكوادر الليبية الشابة، اجتمعوا جميعا في مَجمَع ليبيا للدراسات المتقدمة لصياغة هذه الرؤية الشاملة لكي نحيي ليبيا معًا وفق هذه الرؤية التحولية الكبيرة.

ما علاقتك بالمشير خليفة حفتر؟

من وجهة نظر أساسية ، فقد دعمت دائمًا البرلمان الليبي المنتخب شرعيًا من الشعب منذ إنشائه في عام 2014 ، ودعمت جميع المؤسسات الشرعية المنبثقة عنه. لذلك، فقد دعمت بشكل ثابت وجاد الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان برئاسة السيد عبد الله الثني، والجيش الوطني الليبي المنبثق أيضاً عن البرلمان بقيادة المشير خليفة حفتر.

وسواء بصفتي سفيرًا أو مستشارًا للأمن القومي لرئيس الوزراء أو مبعوثًا لرئيس البرلمان الليبي ، فقد سعيتُ دائمًا للوفاء بواجباتي الوطنية. لطالما دعمت المؤسسات التي ترتكز شرعيتها على انتخابات مباشرة حرة ونزيهة.

في رأيكم، ما هو مستقبل عملية إنهاء الأزمة في البلاد؟

تجديد شرعية مؤسساته وترسيخ سيادته الوطنية عبر ممارسة حقه الأصيل في الاقتراع المباشر من خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في 24 ديسمبر 2021 هي مسألة مصيرية ذات أهمية قصوى لدى الشعب الليبي. وهذا هو السبيل الحقيقي الوحيد لإنهاء أزمتنا الحالية، وهي أزمة مصطنعة ناجمة عن طغيان أقلية سيطرت على مفاصل الدولة وتسببت في كل صنوف المعاناة التي مر ويمر بها الشعب الليبي على مدى عقد من الزمان.

يمكن لرئيس منتخب وبرلمان منتخب من الشعب ، وخاضع للمساءلة من قبل قضاء مستقل ووسائل إعلام مستقلة ، تحويل ليبيا إلى دولة موحدة وذات سيادة ومزدهرة. لدينا رؤية واضحة لذلك ، ونشعر بالثقة في فرصنا في الانتخابات المقبلة.