مؤسسة كلام للبحوث والإعلام تدشن مشروع علم الكلام التحليلي

01/02/2015

مؤسسة كلام للبحوث والإعلام ومؤسسة جون تمبلتون، بالتعاون مع الشركاء التنفيذيين يبدأون مشروعاً مدته ثلاث سنوات لوضع الأسس لتجديد فهم الأبعاد التحليلية للفكر الإسلامي. الجدير بالذكر أن هذه المبادرة مدعومة بمساهمات مشتركة بين كلٍ من مؤسسة جون تمبلتون، ومؤسسة كلام للبحوث والإعلام، بالإضافة إلى شركائهم من الجامعات والمعاهد التعليمية من مختلف أنحاء العالم.

سوف يقوم ما يزيد عن خمسين من كبار الباحثين المسلمين، من مختلف دول العالم، بالبدء في مشروعٍ متعدد المراحل يستغرق ثلاث سنوات ويهدف إلى تعميق الفهم لكافة جوانب علم الكلام في مجالات عدة مثل علم المنطق، وعلم الأخلاق، والفلسفة، والعلوم؛ ومناقشة المسائل الفلسفية الكبرى التي يطرحها الفكر المعاصر.

مشروع (علم الكلام التحليلي الإسلامي: بناء المصادر التأسيسية) هو المرحلة الأولى من مبادرة تهدف إلى أن تكون عامل محفز لإحياء الموارد التحليلية في مجال علم الكلام الإسلامي بحيث تشمل مجموعة واسعة من التخصصات مما يؤدي إلى تكوين فهم أفضل للفكر الإسلامي، وتأسيس ترابطٍ مثمر وإيجابي بينه وبين الاتجاهات الفكرية السائدة حالياً كالفكر الفلسفي والعلمي والديني، وكذلك المساهمة في خلق تفاعل بين الفلسفة التحليلية وعلم الكلام الإسلامي. وسيُعنَى هذا المشروع بجمع المراكز الأكثر تأثيراً في المعرفة الإسلامية في حوارٍ بنّاء، وكذلك التعاون مع خبراء يعملون في صفوة المؤسسات الأكاديمية الرائدة في جميع أنحاء العالم بهدف تجديد خطاب علم الكلام المعاصر.

ستقوم الكوادر التابعة لمؤسسة كلام للبحوث والإعلام بتنسيق هذه المبادرة، وتعزيز روح الزمالة الجامعية والبحث العلمي بين منتسبي شبكة واسعة من كبار الباحثين في علم الكلام، والفقهاء، والمتصوفة، والفلاسفة، والعلماء، والمؤرخين، والمؤسسات، والناشرين في أهم وأشهر المراكز الأكاديمية والدينية في كلٍ من البوسنة والهرسك، وكندا، ومصر، واندونيسيا، والأردن، وليبيا، وماليزيا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

وسيضطلع المشروع بتمويل الأبحاث، وتوفير التدريب والمساقات، واجراء التكليفات الخاصة بتأليف وطباعة ونشر الكتب الجديدة والمقالات، اضافة إلى انشاء بوابة الكترونية تفاعلية على شبكة الانترنت يتعاون من خلالها الباحثون والدارسون، علاوة على توفير نسخ من المخطوطات الرئيسية، والجمع بين أطقم ومجموعات العمل المشاركة في طائفة متنوعة من مجالات الأبحاث الرئيسية والمسائل الفلسفية الكبرى على مدى ثلاث سنوات.

وسيكون اهتمام مجموعات العمل منصباً على المواضيع المحورية ذات العلاقة بمناقشات المسائل الفلسفية الكبرى مثل العلاقة بين الدين والعلم، وعلم الأخلاق والاستدلال الأخلاقي، والروح والغيبيات. ويهدُف المشروع إلى بناء نموذج متفرد للتعلم باللغات العربية، والبوسنية، والإنجليزية، والمالايوية، والتركية، والأردية، وغيرها من اللغات لتأسيس قاعدة متكاملة متماسكة لتجديد وتدريس علم الكلام الإسلامي بشكلٍ متطور في المدارس الدينية، والمساجد، والجامعات، والمعاهد.

وقد علق عارف النايض قائلاً: ” نحن جِد مسرورين بمشاركة مؤسسة جون تمبلتون في العمل معنا في مشروع هذه المبادرة المهمة. ويأتي هذا المشروع في وقتٍ نحن في أمس الحاجة فيه، في العالم الإسلامي، إلى تجديد خطاب علم الكلام؛ وهو ما يمكن أن يُمهد الطريق لفهمٍ حضاري وديني يساهم في تحقيق التقدم وتعزيز التعايش المشترك. ”
واستطرد عارف النايض قائلاً: ” انّ تاريخ الفكر الإسلامي حافل بالأدوات التحليلية والرؤى الفلسفية. لقد كان لدينا تقليد عريق في التفكير، وللأسف تم اهماله، وهذه مسألة تحتاج لإعادة نظر في ضوء التطورات المعاصرة في المعرفة التجريبية. انّ ما نسعى لتحقيقه هو الإسهام في جمع شبكة من الباحثين الذين لهم بصمات واضحة في ادخال رؤى ومفاهيم جديدة في مجتمعاتهم المحلية، ومؤسساتهم التعليمية، وفضاءاتهم الإقليمية؛ والبدء في توسيع نطاق التناقش والتحاور، وهو ما نأمل – على المدى البعيد – أن يؤسس مجالاً بحثياً عالمياً نابضاً بالحياة وضارباً بجذورهِ في عمق وأصالة التفكير الإسلامي، بما يؤدي إلى التفاعل المثمر مع مختلف الإسهامات الفلسفية والعلمية والدينية لاستيعاب المسائل التي تشكل عالمنا.”

وقد صرح الدكتور مايكل موراي نائب رئيس مؤسسة جون تمبلتون للفلسفة وعلم الكلام قائلاً: ” المؤسسة متحمسة جداً لهذا المشروع الذي تديره مؤسسة كلام للبحوث والإعلام. لقد كان السير جون تمبلتون مهتماً جداً بدعم المساهمات البحثية التي تساعد في تعميق ايماننا بالله والحقيقة الروحية عبر مختلف التقاليد الدينية؛ ونحن واثقون من أن مشروع علم الكلام التحليلي الإسلامي سيقدم رؤى إسلامية مثيرة للإهتمام ومتميزة في المسائل الفلسفية الكبرى. ”